قصص أطفال قبل النوم
1- قصة الفئران والفيلة
مُنذ زمن بعيد كانت هناك قرية قديمة مهجورة، حيث كانت مليئة بالمنازل والشوارع والمحلات التجاريّة القديمة الفارغة، ممّا جعل هذه القرية مكانًا جيِّدًا لتعيش فيه الفئران!
كانت الفئران تعيش بسعادة في هذه المنطقة لمئات السنين، حتّى قبل أن يأتي الناس لبناء القرية ثم يغادرون. ولكن بعد أن غادر الناس عاش الفئران أفضل أوقاتهم، وصنعوا أنفاقًا عبر المنازل والمباني القديمة المهجورة، ليتحرّكوا من خلالها بحريّة دون وجود أي خطر عليهم.
وفي أحد الأيام، اجتاح القرية قطيع من الأفيال، يبلغ عددهم بالآلاف، في طريقهم إلى بحيرة كبيرة في غرب القرية. كُلّ ما كانت تفكر فيه الأفيال أثناء سيرها في القرية هو مدى روعة القفز في تلك البحيرة النقيّة للسباحة فيها. لم يعلموا أنّه بينما كانوا يسيرون عبر القرية، كانت أقدام الأفيال الكبيرة تدوس على الأنفاق التي صنعها الفئران …. يا لها من فوضى تركتها الأفيال وراءها!
عقدت الفئران اجتماعًا سريعًا، وخلاله قال أحد الفئران: “إذا عاد القطيع بهذه الطريقة مرَّةً أخرى، فإنّ مجتمعنا محكوم عليه بالهلاك!” واستكمل قائلًا: “لن نحظى بفرصةٍ أخرى للنجاة!”
لم يكن هنالك سوى شيء واحد للقيام به. قامت مجموعة من الفئران الشّجاعة بتتبّع آثار أقدام الفيلة على طول الطريق إلى البحيرة. وهناك وجدوا ملك الفيلة. انحنى أحد الفأرين أمام الملك، وتحدّث نيابةً عن الآخرين وقال: “أيها الملك، أتيتُ إليك مُتحدِّثًا باسم مجتمع الفئران الذي يعيش قريبًا من هذه البحيرة، إنّه في تلك القرية المهجورة القديمة التي مررتم بها”.
قال ملك الفيلة: “بالطبع أتذكّر تلك القرية، لكنّنا لم نكن نعلم بوجود مجتمع للفئران هناك”.
قال الفأر: “لكنّ قطيعك قضى على العديد من المنازل التي عشنا فيها منذ مئات السنين. ولو رجعت من نفس الطريق، ستكون تلك نهايتنا بالتأكيد! نحن صغار وأنتم عمالقة، ولهذا أطلب منك أيها الملك أن تسلك طريقًا آخر للعودة إلى المنزل. واستكمل الفأر قائلًا: “ومَن يدري، ربما في يومٍ من الأيّام يُمكننا نحن الفئران مُساعدتكم أيضًا”!
ابتسم ملك الفيلة وقال ساخرًا: “وكيف يُمكن لفئران صغيرة أن تساعد الفيلة؟!” لكنّه مع ذلك شعر بالأسف لأنَّ قطيعه سحق قرية الفئران، دون أن يعرف ذلك. وقال للفأر: “لا داعي للقلق، سأقود القطيع إلى المنزل من طريقٍ أخرى … والآن عُد إلى القرية واتركنا ننزل في هذه البحيرة ونستمتع بمائها في هدوء”.
في هذه الأثناء، كان هناك ملكٌ يعيش في مكانٍ قريب من البحيرة، وأمر جنوده باصطياد أكبر عدد ممكن من الأفيال. ولمعرفتهم أنّ الأفيال جاءت من أماكن بعيدة لتقفز في البحيرة الكبيرة لتسبح، قام جنود الملك بعمل مصيدة مائيّة هُناك. بمُجرّد أن قفزت الأفيال إلى تلك البحيرة وقعوا في الفخ جميعًا.
وبعد يومَين قام الصّيادون بسحب الأفيال إلى خارج البحيرة بحبالٍ كبيرة وربطوا الفيلة بأشجارٍ عملاقة في الغابة التي بجوار البحيرة. وعندما ذهب الصيادون، حاول ملك الفيلة أن يُفكّر ماذا يمكنهم أن يفعلوا ليتخلّصوا من هذه الحبال؟ كانوا جميعًا مربوطين بالأشجار ما عدا فيل واحد. لقد كان حُرًّا لأنّه لم يقفز في البحيرة. نادى عليه ملك الفيلة وأخبره أنّ يعود إلى القرية القديمة المهجورة ويطلب النجدة من الفئران التي تعيش هناك.
وعندما علمت الفئران بالمشكلة التي يعاني منها ملك الفيلة وقطيعه، هرعت إلى البحيرة. عندما رأوا الملك وقطيعه في الحبال، ركضوا بسرعة إليها وبدأوا في قطعها بأسنانهم القويّة. وسرعان ما تمَّ قطع الحبال وأطلقت الفئران سراح أصدقائها الفيلة.
شكر ملك الفيلة الفئران على مُساعدتهم وسلك طريقًا جديدًا للعودة إلى الوطن، وعاشت كُلٌّ من الفيلة والفئران في سعادةٍ لسنواتٍ عديدة.
الدَّرس المُستفاد من هذه القصّة هو ألّا تُقلّل من شأن أحد أبدًا، فكل شخصٍ لديه مهارات خاصّة وقدرات فريدة يُمكنها أن تُساعد في حل المُشكلات. من خلال التقليل من شأن الغير، فإنَّنا نغلق على أنفسنا أبوابًا عديدة من الأفكار الجديدة والحلول المُبتكرة.
2- قصة كيفية تحويل التراب إلى ذهب؟!
إذا كُنت تتمنّى تحويل التراب إلى ذهب، فأنت لست وحدك! هذه واحدة من أجمل قصص قبل النوم للأطفال التي تريك ذلك.
مُنذ سنوات مضت، كان الكثير من الناس يقضون الكثير من الوقت في محاولة القيام بذلك. لقد أُطلق عليهم اسم “الكيميائيّون”. ومع ذلك، لم يتمكّن أيّ منهم من تحقيق ذلك حقًا. ولكن هل من المُمكن حقاً تحويل التراب إلى ذهب؟ اسمع هذه القصة واكتشف …
مُنذ فترةٍ بعيدة في إحدى القرى البسيطة، عاش شابٌّ مع زوجته التي كانت تحبه كثيرًا، لكنَّها كانت تخاف من أمرٍ واحد ولا تستطيع النوم بسببه. فقد كان زوجها يقضي وقته كُلّه في محاولة تحويل التراب إلى ذهب دون أن يعمل من أجل توفير نفقات البيت.
قالت الزوجة مُخاطبةً زوجها: “يا زوجي، أنت تحاول طوال اليوم تحويل التراب إلى ذهب. أنت لا تفعل أي شيء آخر! وأخشى أنّ كل أموالنا ستذهب قريبًا”.
ردّ الزوج: “أنا أفعل هذا من أجلنا! يومًا ما سنُصبح أغنياء، وسوف تشكرينني!”
فقالت زوجته ساخرةً في سرِّها: ” فقط إذا عشنا حتّى تتمكّن من ذلك”.
أدركت الزَّوجة أنّها بحاجة إلى المساعدة، فذهبت إلى منزل والدها وقالت له: ” من الصباح إلى المساء، يحاول زوجي تحويل التراب إلى ذهب. قريبًا سوف ينفد كل المال الذي لدينا. أحاول التحدّث معه، لكنه لا يستمع. من فضلك، هل يُمكنك أن تتحدّث معه؟” …… قال والدها: “نعم يا عزيزتي، بالطبع”.
وبالفعل في اليوم التالي ذهب الأب لرؤية زوج ابنته. فقال للشاب: “سمعت أنّك تحاول تحويل التراب إلى ذهب” فقال الشاب “أنا سأفعلها! أحتاج إلى بعض الوقت فقط”.
قال الأب: “أعرف ذلك، فهنالك شيء لا تعرفه عني. عندما كنت في عمرك كنت كيميائيًّا أيضًا وكنت أريد تحويل التراب إلى ذهب، وليس هذا فقط، بل بعد سنوات عديدة اكتشفت السر”.
رد الزوج في دهشة: “هل تعرف حقًا كيف تُحوِّل التراب إلى ذهب؟”
قال الرجل العجوز: “نعم، لكن بحلول ذلك الوقت كنت قد تقدَّمت في السّن وكان من الصعب جِدًّا عليّ القيام بذلك. لم أكن أعرف أيّ شخص أصغر مني يُمكنني الوثوق به” ونظر إلى صهره مباشرةً في العين.
قفز الشاب من الفرحة وقال لوالد زوجته بسعادةٍ بالغة “يُمكنك الوثوق بي!”
ابتسم الاثنان وتصافحا، ثم أخبر الرجل العجوز صهره عن مسحوق فضة ينمو على ظهر أوراق الموز، وطلب منه أن يزرع بذور الموز في الأرض بينما يقول الكلمات الخاصّة بالتعويذة السحريّة الَّتي عرفها الرجل العجوز بعد سنوات من البحث. عندما تصبح النباتات طويلة وناضجة، يجب إزالة مسحوق الفضة من الجزء الخلفي من الأوراق وحفظه.
قال الشّاب “كم نحتاج من مسحوق الفضة هذا؟”
قال الأب: “ما يُعادل جنيهَيْن من الفضة”
قال الشاب في دهشة “لكن هذا سيتطلّب مئات من نباتات الموز!”
قال الأب. “لهذا السبب كان الأمر يتطلّب الكثير من العمل بالنسبة لي لتنفيذه! ولكنني الآن قادر على إقراضك المال لاستئجار الأرض وشراء البذور”.
وبالفعل استأجر الشّاب قطعة أرض كبيرة وقام بتجهيزها وغرس فيها البذور بينما كان يقول التعويذة السحريّة التي تعلّمها من والد زوجته. كان الشاب يسير كل يوم بين صفوف النباتات الصغيرة، وبعنايةٍ كبيرة كان يُزيل الأعشاب الضارّة ويُبعد الآفات.
عندما أصبحت نباتات الموز طويلة وناضجة، قام الشّاب بإزالة مسحوق الفضّة السحري من الجزء الخلفي من أوراقها. ولكنّه وجد أنّه لم يجمع إلا القليل من المسحوق فكان عليه شراء المزيد من البذور وزراعة المزيد من الموز. استغرق الأمر بضع سنوات، لكنّه حصل أخيرًا على الجنيهين المطلوبَين.
وبفرح عظيم ركض إلى منزل والد زوجته قائلًا: “لديّ ما يكفي من مسحوق الفضة!”
“عظيم!” قال والد زوجته. وأكمل: “الآن سأوضِّح لك كيفية تحويل التراب إلى ذهب! لكن عليك أوَّلاً أن تحضر لي دلوًا من التراب من مزرعة الموز. ويجب عليك إحضار ابنتي معك”.
لم يفهم الشّاب السبب، لكنّه ركض إلى المزرعة وحفر دلوًا من التراب. ثم أحضر زوجته إلى المنزل، وذهب الاثنان إلى منزل الرجل العجوز.
سأل الأب ابنته: عندما كان زوجك يحفظ مسحوق الموز، ماذا فعلتِ بالموز؟
قالت: “كُنت أقوم ببيعه، هكذا تمكّنا من العيش”.
سأل الأب: “هل قمت بتوفير أي أموال؟”
قالت: “بالطبع”.
ردَّ الأب: “هل يمكنني رؤيته؟” … ألقت الشّابة وزوجها نظرةً سريعةً على بعضهما البعض – كان هذا غريبًا! لكنّها عادت إلى المنزل وعادت بحقيبة كبيرة. رأى الأب أنّ داخل الحقيبة الكثير من العملات الذهبيّة.
أخذ الأب العجوز دلو التراب وألقاه على الأرض وأخذ الكيس وسكب العملات الذهبيّة في كومة بجانب التراب. قال وهو يلتفت إلى صهره: «كما ترى، لقد حولت التراب إلى ذهب!”
فقال الشاب مُتعجِّبًا: “ماذا؟”
قالت الابنة “أوه، فهمت!” ثم أكملت وهي تتجه إلى زوجها: “يا عزيزي، لقد قمت بزراعة التربة، ثم قمنا ببيع الموز. الآن لدينا عملات ذهبية!”
فقال الزَّوج: “لكنّ هذا ليس السحر الذي كان يدور في ذهني”.
قال الأب لصهره مُبتسمًا ” ومن قال أنّك بحاجةٍ إلى السحر لتُحوِّل التراب إلى ذهب؟ الآن دعانا نأكل!”
وجلس الثلاثة لتناول عشاء جيد ولذيذ بعد أن تمكّنوا بفضل حكمة الرجل العجوز من تجميع الكثير من الذهب الذي سيكفيهم لسنوات.
الدرس المُستفاد من هذه القصّة هو أنّ العمل الجادّ والصبر يؤدِّيان إلى النجاح.
في القصة، لم يكن للرجل وسيلة سحريّة لتحويل التراب إلى ذهب. بدلاً من ذلك، من خلال العمل الجاد والصبر قام بزراعة الموز الذي قامت زوجته ببيعه والذي كان سببًا في حصولهم على الذهب بشكلٍ تدريجي.
[…] العبرة من القصة […]