قصص قصيرة ملهمة ومعبرة للأطفال
قصة السلطعون الصغير

قصص أطفال قصيرة وبسيطة تحمل قيمًا وأخلاقًا وتعلّمهم دروسًا مهمة لا تُمحى من ذاكرتهم أبدًا. ومن هذه القصص قصة السلطعون الصغير وتعلّم تقبل نفسه كما هو.
أحداث القصة
في أحد الأيام، كان هناك سلطعون صغير يتجول مع أمه فوق الرمال شاطئ البحر. وبينما كانا يسيران، لاحظ السلطعون طفلاً صغيرًا يمشي للأمام بخطوات مستقيمة. توقف السلطعون الصغير فجأة، ثم نظر إلى قدميه، ثم إلى والدته فشاهدها تمشي بخطوات مائلة إلى الجانب بدلًا من السير بشكل مستقيم.
قال بدهشة: “أمي، لماذا نمشي هكذا؟ ألا نستطيع أن نمشي مثل ذلك الطفل؟ للأمام، بخط مستقيم؟ أظنّ أن هذا أكثر أناقة. انظري إلى هذا الطفل وكيف يبدو أنيقًا”.
ابتسمت أمه وقالت بهدوء: “يا بني، هكذا نمشي نحن السلطعونات، وهذه طريقتنا في السير، وقد خلقنا الله هكذا”.
لم يقتنع السلطعون الصغير، ورفض الاستماع لكلمات والدته. ورفع مخلبه الصغير، وحاول تحريكه إلى الأمام، تمامًا مثل البشر، لكنّه ما لبث أن فقد توازنه وسقط على الرمل.
نهض بسرعة، وحاول مرارًا وتكرارًا، لكنه كان يسقط في كل مرة. في النهاية، استسلم الصغير وجلس على الرمل حزينًا.
ضحكت الأم بلطف وهي تراقب محاولات طفلها، ثم اقتربت منه ووضعت أحد مخالبها على كتفه الصغير، وقالت: “يا بُني، لست بحاجة لأن تُشبه غيرك لتكون رائعًا. نحن سلطعونات، وهكذا خلقنا الله. يجب أن تعرف أن لكل مخلوق ميزته الخاصة، لا يجب أن تقلد الآخرين. ومشيتنا الجانبية جزء منّا، ويجب أن تفخر بها بدلًا من أن محاولة تغييرها”.
تنهدّ السلطعون الصغير، فقد أدرك أن والدته على حق. وقال: “يجب أن أحب نفسي كما أنا”.
ومنذ ذلك اليوم، مضى السلطعون الصغير وأمه يمشيان جنبًا إلى جنب على الشاطئ، بخطوات جانبية مليئة بالثقة، وسعيدين بطريقتهما الفريدة.
العبرة من القصة
تُعلّم قصة السلطعون الصغير درسًا أخلاقيًا مفاده أن لكل مخلوق صفاته وطريقته الفريدة التي تميّزه عن الآخرين. ولا يجب علينا أن نقلّد الآخرين. كما تساعد الأطفال على تقبل ذاتهم وشخصياتهم.
قصة أحمد والسيطرة على الغضب
قصص معبرة للأطفال تساعدهم على تعّلم السيطرة على مشاعرهم والتحكّم في نوبات غضبهم. هيا نقرأ قصة أحمد والمسامير.
أحداث القصة
في قريةٍ صغيرةٍ، عاش طفلٌ صغير يُدعى أحمد. كان طيّب القلب ومحبوبًا، لكنّه كان سريع الغضب. كلّما انزعجَ من أمر أو شعر بالضيق، كان يصرخ أو يركل الأشياء من حوله. لاحظ والده ذلك، وقرّر أن يُعلّمه درسًا في كيفية التحكّم في غضبه.
في صباح يوم مشمس، أعطى الأب لطفله كيسًا مليئًا بالمسامير ومطرقة صغيرة، وقال: “في كلّ مرّة تشعر فيها بالغضب وتفقد أعصابك، خُذ هذه المطرقة ودُقَّ مسمارًا في سياج الحديقة.”
في اليوم الأول، كان أحمد غاضبًا جدًا، ودقّ 37 مسمارًا في السياج. وفي نهاية اليوم، شعر بالتعب الشديد من كل هذا الدقّ. لكن شيئًا فشيئًا، ومع مرور الأيام، بدأ أحمد يلاحظ كيف يتغيّر مزاجه. وبدأ يفكّر قبل أن يغضب، ويحاول التحكّم في مشاعره. وهكذا، بدأ عدد المسامير التي يدقُّها في السياج يتناقص يومًا بعد يوم.
وبعد عدة أسابيع، جاء اليوم الذي لم يفقد فيه أحمد أعصابه إطلاقاً ولم يدقّ فيه أيّ مسمار. فرح أحمد كثيرًا وركض إلى والده ليخبرهُ بالخبر الرائع.
ابتسم الأب وقال: “أحسنت يا بُني، والآن، لدينا مهمة جديدة، يجب أن تنزع مسمارًا واحدًا من السياج في كل يوم تنجح فيه في السيطرة على أعصابك”.
مرّت الأيام، والمسامير تختفي واحدًا تلو الآخر، حتى جاء اليوم الذي أصبح السياج خاليًا تمامًا من أيّ مسمار. فتوجّه أحمد مسرعًا ليخبر والده.
أمسك الأب يد أحمد وقاده إلى السياج. نظر الأب إلى السياج، وقال: “أنت رائع يا بُنيّ! لقد تعلّمت كيف تتحكّم في غضبك ومشاعرك، وهذا شيءٌ عظيمٌ. لكن انظر إلى السياج الآن، هل ترى شيئًا مختلفًا؟”
نظر أحمد إلى السياج وقال: “يوجد ثُقوب مكان المسامير القديمة”.
أومأ الأب برأسه وقال: “لقد أزلت المسامير، لكّن العلامات ما زالت موجودة. وهكذا هم البشر يا بني. عندما تغضب وتجرح أصدقائك بكلمات قاسية، فإنّها تترك جروحًا في قلوبهم. حتى لو اعتذرت بعد ذلك، فإنّ هذه الجروح تترك ندوبًا ستبقى موجودة دائمًا”.
تعلّم أحمد درسًا مهمًا في ذلك اليوم، وأصبح يُفكّر قبل أن يتكلّم، لأنه عرف أنّ الكلمات، مثل المسامير، يمكنُ أن تترك أثرًا لا يُمحى.
العبرة من القصة:
كلمة واحدة في لحظة غضب قد تترك جرحًا لا يمكن مداوته بكل لغات الاعتذار وتنهي علاقات لا يمكن استعادتها مهما حاولت. لذا، كن طيبًا دائمًا وانتقِ كلماتك في لحظات الغضب حتى لا تندم لاحقًا.
قصة الأرنب والصياد

يفضّل الكثير من الأهل سرد قصص قصيرة لأطفالهم، لما تحمله من متعة وفائدة في آنٍ واحد. وهذه إحدى القصص الجميلة والملهمة، التي تستحق أن تكون جزءًا من مجموعة القصص التي تقرأها لطفلك قبل النوم.
أحداث القصة
في غابة خضراء جميلة، عاش أرنب ذكي يُدعى فوفو مع عائلته الصغيرة. وكان يحب أخاه الأصغر كبيرًا، ولا يفترق عنه. وذات ليلة، بينما كان فوفو نائمًا في سريره، رأى في حلمه عصفورًا صغيرًا يخبره بأن أخاه الصغير في خطر، ويحتاج من ينقذه.
استيقظ فوفو مفزوعًا، والتفت حوله فلم يجد أخاه، فخفق قلبه خوفًا. خرج من البيت مسرعًا نحو الغابة، حيث اعتاد أخوه أن يلعب. وهناك، وجده يلعب مع أصدقائه.
جلس فوفو يستريح وينظر إلى السماء. بعد مدة، عندما نظر إلى الأرانب، لم يجد أخاه بينهم. فأسرع إليهم وسألهم: “أين ذهب أخي؟”
ردّ أحدهم: “لقد كان يلعب معنا منذ قليل، لكنَّه تركنا وذهب ليستكشف القرية القريبة من الغابة، ولم يعد حتّى الآن”.
شعر فوفو بالخوف على أخيه الأصغر، فقرّر البحث عنه على الفور. واجتمعت الأرانب والحيوانات وقرّرت الذهاب معه إلى أطراف الغابة للبحث عن أخيه.
في هذه الأثناء، كان الأرنبُ الصغيرُ يراقب الأطفال وهم يلعبون ويضحكون. أراد أن يقلّدهم، فبدأ يجري ويلعب وحده، حتى شعر بالعطش. فتوجّه إلى النهر القريب، دون أنّ يعلم أنّ هناك صيادًا مختبئًا يراقبه من بعيد.
عندما اقترب الأرنب الصغير من النهر، رفع الصياد بندقيته، ووجّهها نحوه، ثم أطلق النار، لكن لحسن الحظ لم تُصِبه أيّ رصاصةٍ، فانطلق مذعورًا يركض ليختبئ من الصياد.
في تلك اللحظة، سمع غراب صوت إطلاق النار، فأسرع ليرى ما يحدث، فرأى الصيّاد يطارد الأرنب الصغير شقيق فوفو. طار الغراب مسرعًا إلى فوفو وأخبره بما رأى. فقال له فوفو: “أين هو؟! خذني إليه بسرعة.”
قاد الغرابُ فوفو إلى مكان أخيه، وهناك، وجده مختبئًا خلف صخرة، يلهثُ من الخوف. ركض فوفو نحوه واحتضنه بقوة، وقال له: “الحمد لله أنك بخير يا أخي.”
وعندما سمع الصياد أصوات الحيوانات تقترب، خاف أن يُكشف أمره، ففرّ هاربًا من المكان. عاد الأرنبان إلى بيتهما سالمين، فقال الأرنب الصغير: “أنا آسف لأنني ابتعدت دون أن أخبرك.”
ابتسم فوفو وربت على رأسه قائلًا: “يجب ألا تبتعد مرة أخرى، فالعالم مليء بالمخاطر.”