ذكرى ميلاد سيد حجاب.. شاعر البسطاء تحولت صداقته مع الأبنودى إلى خلاف

يوافق اليوم الثلاثاء 23 سبتمبر ذكرى ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب، الذى وُلد عام 1940، وارتبط اسمه بوجدان المصريين عبر أغانيه وتترات مسلسلاته التى صارت على ألسنة البسطاء والغلابة، مقدّمًا نموذجًا فريدًا لشاعر العامية الذى جعل من الشعر لغة يومية قريبة من الناس.

كانت بدايات سيد حجاب الأدبية مرتبطة بعلاقاته مع رموز شعر العامية المصرية، وعلى رأسهم عبد الرحمن الأبنودى، إذ جمعتهما إحدى ندوات القاهرة فى لقاء صار بداية لصداقة عميقة، ومعًا زار حجاب والأبنودي وزارة السد العالي في ستينيات القرن الماضي برفقة صديقهما سيد خميس، في محاولة للكتابة عن المشروع القومي الأكبر في مصر وقتها.

الأبنودى وسيد حجاب.. صداقة تحولت إلى خلاف

ورغم رفض الوزارة طلبهم للذهاب إلى السد، تمكّن الأبنودي لاحقًا من الوصول إليه بعد رحلة شاقة استمرت يومين، عاد منها بديوانه الشهير حراجى القط.. العامل في السد العالي، فيما ظل سيد حجاب يواصل مساره الشعري بأسلوبه المختلف الذي جمع بين العامية وتأثره بتجارب قصيدة الفصحى الحديثة.

لكن مسار الصداقة بين حجاب والأبنودي لم يخلُ من التباين، إذ بدأت الخلافات بينهما لاحقًا، وهو ما أشار إليه سيد حجاب نفسه فى حوار متأخر قائلاً: أدركنا أن طرقنا اختلفت فى الدنيا، فتباعدنا دون عداء، ودون إدانة، ودون رفض.

الشاعر إبراهيم داوود وصف العلاقة بينهما بدقة حين قال إن الخلاف لم يمسّ التقدير المتبادل بين الشاعرين الكبيرين، فلم يستخف أحدهما بإبداع الآخر، حتى فى أوقات الصمت والخلاف، مؤكّدًا أن كليهما كان ابن مدرسة شعرية لها خصوصيتها، وأن السنوات الأخيرة شهدت عودة الحكمة وصمت الكبار قبل رحيلهما.

هكذا ظلّ سيد حجاب شاعرًا كبيرًا يتسم بالحرفية والوعى بالدراما، وصوتًا صادقًا للناس، وفى الوقت نفسه جزءًا من علاقة إنسانية معقدة مع الأبنودى، جمعت بين الصداقة، والاختلاف، ثم التصالح فى لحظات المرض والحياة الأخيرة.